الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

ابن فارس الرازي اللغوي


بسم الله الرحمن الرحيم 

ترجمة ابن فارس  وذكر شيء من اخباره


هو الإمام، العلامة، اللغوي، المحدث، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب القزويني، المعروف بالرازي، المالكي، اللغوي، نزيل همذان.
كان من أكابر أئمة اللغة وكان رأسا في الأدب، ومذهبه في النحو على طريقة الكوفيين، جمع إتقان العلم إلى ظرف أهل الكتابة والشعر.
قال سعد بن علي الزنجاني: كان أبو الحسين من أئمة اللغة، محتجا به في جميع الجهات غير منازع، رحل إلى الأوحد في العلوم أبي الحسن علي بن إبراهيم القطان

ورحل إلى زنجان، إلى صاحب ثعلب أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب
ورحل إلى ميانج إلى أبي عبد الله أحمد بن طاهر بن المنجم، وكان يقول عن أبي عبد الله هذا: إنه ما رأى مثله، ولا هو رأى مثل نفسه.
وأخذ عنه أحمد بن الحسين المعروف بالبديع الهمذاني وغيره
وكان فقيهاً شافعياً حاذقاً، ثم انتقل إلى مذهب مالك في آخر أمره، فسئل عن ذلك فقال: دخلتني الحمية لهذا الإمام المقبول على جميع الألسنة، أن يخلو مثل هذا البلد - يعني الري - عن مذهبه، فعمرت مشهد الانتساب إليه، حتى يكمل لهذا البلد فخره، فإن الري أجمع البلاد للمقالات والاختلافات في المذاهب على تضادها وكثرتها.
وكان والد أبي الحسين فقيهاً شافعياً لغوياً، وقد أخذ عنه أبو الحسين، وروى عنه في كتبه، قال ابن فارس: سمعت أبي يقول: سمعت محمد عبد الواحد يقول: سمعت ثعلباً يقول: إذا أنتج ولد الناقة في الربيع ومضت أيام فهو ربع، فإذا أنتج في الصيف والربيع فهو ربعة.
وقال أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ فَارِسِ بْنِ زَكَرَيَّا الْأَدِيبُ بِالرَّيِّ:  أَنْشَدَنِي أَبِي
(أَشَـدُّ مِـنْ فَـاقَـةٍ وَجُــوعٍ ...  مُـقَـامُ حُـرٍّ عَلَى خُضُوعِ)
(فَاطْلُبْ مَعَاشًا بِقَدْرِ قُوتٍ ...  وَأَنْتَ بِالْـمَنْـزِلِ الـرَّفِـيعِ)
(وَلَا تُـــرِدْ ثَـــرْوَةً بِـمَــالٍ ...  تُنَــالُ بِالـذُّلِّ وَالْخُشُـوعِ)
(وَارْحَـلْ إِذَا أَجْدَبَـتْ بِـلَادٌ ...  مِنْهَا إِلَى الرِّيفِ وَالرَّبِيعِ)
(لَعَـلَّ دَهْــرًا بَـدَا بِـنَـحْـسٍ ...  يَكُرُّ بالسعد فِي الرُّجُوع) 
وكان الصاحب بن عباد يقول: شيخنا أبو الحسن رزق التصنيف، وأمن من التصحيف.
وله تآليف حسنة، وتصانيف حجة، منها
وَله من التصانيف كتاب الْمُجْمل في اللغة ، قال عنه الباخرزي: "وعندي أنّ تصنيفه ذلك من أحسن التّصانيف الّتي صنع تفي معناها، وأنّ مصنّفها إلى أقصى غاية من الإحسان تناهى" وكتاب متخير الْأَلْفَاظ وكتاب فقه اللُّغَة وكتاب غَرِيب إِعْرَاب الْقُرْآن وكتاب تَفْسِير أَسمَاء النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وكتاب مُقَدّمَة نَحْو وكتاب دارات الْعَرَب وكتاب حلية الْفُقَهَاء وكتاب الفرق ومُقَدّمَة فِي الْفَرَائِض وذخائر الْكَلِمَات وشرح رِسَالَة الزُّهْرِيّ إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان وكتاب الْحجر وسيرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكتاب اللَّيْل وَالنَّهَار وكتاب الْعم وَالْخَال وكتاب أصُول الْفِقْه وكتاب أَخْلَاق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والصاحبي صنفه لخزانة الصاحب وجَامع التَّأْوِيل فِي تَفْسِير الْقُرْآن أَربع مجلدات
وكتاب الشيات والحلى وكتاب خلق الْإِنْسَان وكتاب الحماسة المحدثة وكتاب مقاييس اللُّغَة وَهُوَ جليل لم يصنف مثله وكِفَايَة المتعلمين فِي اخْتِلَاف النَّحْوِيين.
وكان كريماً جواداً، فربما وهب السائل ثيابه وفرش بيته، وكان له صاحب يقال له: أبو العباس أحمد بن محمد الرازي المعروف بالغضبان، وسبب تسميته بذلك أنه كان يخدمه، ويتصرف في بعض أموره، قال: فكنت ربما دخلت فأجد فرش البيت أو بعضه قد وهبه، فأعاتبه على ذلك، وأضجر منه، فيضحك من ذلك ولا يزول من عادته، فكنت متى دخلت عليه ووجدت شيئاً من البيت قد ذهب، علمت أنه قد وهبه، فأعبس، وتظهر الكآبة في وجهي، فيبسطني، ويقول: ما شأن الغضبان؟ حتى لصق بي هذا اللقب منه، وإنما كان يمازحني به.
وكان ابن فارس يقول: من قصر علمه في اللغة وغولط غلط .


ومما أنشد لأبي الحسين بن فارس:
وقــالوا كيـف أنت فقلـت خيـر   ...  تقضى حاجة وتفوت حـاج
إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا  ...  عسى يوماً يكون لها انفراج
نـديمـي هـرتـي وسرور قلبي  ...   دفاتر لي ومعشوقي السراج

ومن نظمه ايضا:
إذا كنت تؤذى بحر المصيف ... ويبس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسـن زمان الـربيـع ... فأخــذك للعــلم قل لي متى؟ 


وقوله:
إذا كنت في حاجة مرسـلا  ... وأنت بها كـلْـف مـغـرم
فأرسل حكيماً، ولا توصه  ... وذاك الحكيم هو الدرهم


وقوله:
إسمـع مقالـة ناصـح  ... جمع النصيحة والمقه 
إياك واحذر أن تبيت  ...  مـِن الثقـات علـى ثقه

ومات رحمه الله  بمدينة الري في صفر سنة خمس وتسعين وثلاث مائة

شارك
المشاركة بواسطة Unknown
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

0 التعليقات:

أقسام المدونة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أخبار ريال مدريد